خروقات اسرائيل لاتفاقيات اوسلو

ملخص إعلامي
كانون الأول 18، 2015

مقدمة

لفد قدمت منظمة التحرير الفلسطينية تنازلاً تاريخياً عام 1988 باعترافها بسيادة اسرائيل على 78% من فلسطين التاريخية مع الادراك بان الفلسطينيين سيتمكنون من العيش بحرية فوق ال22 % المتبقية والتي تخضع للاحتلال منذ عام 1967 .وفي عام 1993 اتخذت منظمة التحرير قراراً بالسعي للحصول على الاستقلال عبر المفاوضات وبناء على ذلك وقعت المنظمة واسرائيل عدداً من الاتفاقيات بين1993 و 1999 المعروفة لدى الجميع " باتفاقيات اوسلو"1.

وضعت اتفاقيات اوسلو على اساس فكرة ان الطرفين سيطوران تدريجياً علاقة من الثقة تسمح لهما بحل قضايا الوضع الدائم الاكبر والاصعب. وقد تمت الموافقة على مبادئ جوهرية معينة ضمن هذه الاتفاقيات:

  1. الفترة المؤقتة ستكون محدودة زمنياً.

  2. لا يجوز عمل أي شئ من شأنه التأثير على نتيجة مفاوضات الوضع الدائم.

  3. يجب ان يتوافق الحل النهائي مع قراري الأمم المتحدة 242و 338 اللذين يؤكدان عدم جواز الاستيلاء على الأراضي بالقوة العسكرية.

وبالرغم من توقيع اتفاقيات اوسلو، فقد خرقت اسرائيل مرارا نصوص هذه الاتفاقيات ومبادئها

1. لم تقم اسرائيل بانهاء احتلالها

تنص اتفاقيات أوسلو على ان الفلسطينيين سيحصلون على حريتهم بحلول ايار 1999 . ولكن حتى الآن فان الاحتلال الاسرائيلي ليس مستمرا فقط ولكنة يتكثف. ينص اعلان المبادئ على ان الفترة المؤقتة يجب ان لا تزيد عن خمس سنوات ( البند ا) ابتداء من 14 ايار 1994. وتؤكد مذكرة واي ريفر على هذا الامر في بندها الرابع. لقد بدات الفترة المؤقتة بانسحاب اسرائيل من قطاع غزة ومدينة اريحا في ايار 1994 . وبحلول ايار 1999 كان من المفروض ان تكون الفترة المؤقتة قد انتهت وان يكون الفلسطينيون قد حصلوا على استقلالهم. ولكن اسرائيل لم تقم حتى الان بانهاء احتلالها العسكري.

وبعد فوات هذا الموعد النهائي، اعادت اسرائيل التفاوض حول موعد نهائي جديد مع منظمة التحرير. وحسب البند 1 من مذكرة شرم الشيخ، كان من المفروض ان يحصل الفلسطينيون على حريتهم يوم 11 ايلول2000، ولكن بحلول يوم 11 ايلول 2000 كان الفلسطينيون ما زالوا يعيشون تحت الاحتلال العسكري وما زالوا كذلك حتى الان.

2. اسرائيل ما زالت مستمرة في بناء وتوسيع مستوطناتها غير القانونية

 ميثاق جنيف الرابع الذي صادقت عليه اسرائيل في حزيران 1951 والذي لم تلغه اتفاقيات اوسلو يمنع اسرائيل من اقامة مستوطنات في الاراضي الفلسطينية المحتلة. ويقول البند 49 (6) من ميثاق جنيف الرابع ان "قوة الاحتلال يجب ان لا تنقل او ترحل اجزاء من سكانها المدنيين الى الاراضي التي تحتلها". وتعيد اتفاقيات اوسلو تاكيد هذا الموقف. وينص البند 31 من الاتفاقية المؤقتة على ان "الجانبين يعتبران الضفة الغربية وقطاع غزة وحدة اقليمية واحدة يجب المحافظة على وحدتها ووضعها خلال الفترة المؤقتة". كما ينص هذا البند على انه "لا يجوز لاي جانب ان يبادر او يتخذ أي خطوة يمكن ان تغير من وضع الضفة الغربية وقطاع غزة بانتظار نتيجة مفاوضات الوضع الدائم".

وبالرغم من هذه البنود وفي خرق لميثاق جنييف الرابع قامت اسرائيل منذ 1993 ب:
  • مضاعفة عدد المستوطنين الذين يعيشون في الضفة الغربية وقطاع غزة, حيث يوجد الآن نحو 400,000 مستوطن.2

  • زيادة عدد الوحدات السكنية غير القانونية في الاراضي الفلسطينية المحتلة ( باستثناء القدس الشرقية المحتلة) بنسبة 62%3

  • مصادرة اكثر من 60,000 فدان من الاراضي الفلسطينية بهدف بناء المستوطنات والطرق الالتفافية. واقتلاع 220,000 شجرة وهدم 690 منزلاً في الضفة الغربية وحدها.4

  • ازالة الخط الأخضر من الخرائط الحكومية الرسمية، وهو الخط الذي يفصل اسرائيل عن الاراضي الفلسطينية المحتلة، مما يعني انها لم تعد تعترف بالاراضي الفلسطينية المحتلة على انها " وحدة اقليمية واحدة" ( انظر الى الخارطة السياحية الرسمية لاسرائيل الصادرة عن وزارة السياحة الاسرائيلية).

3. اسرائيل لا تنسحب من الاراضي الفلسطينية

حسب اتفاقيات اوسلو، كان من المفروض ان تنسحب قوات الاحتلال الاسرائيلية بشكل ملموس من جميع الضفة الغربية وقطاع غزة بحلول تموز 1997. وكان من المخطط ان تتم عملية الانسحاب على ثلاث مراحل بدءاً من تشرين الأول 1996 وانتهاء بتموز1997 وان تكون فد نقلت نحو 88 بالمئة من الضفة الغربية الى السيادة الفلسطينية. ولكن اسرائيل اخرت كل مرحلة من مراحل الانسحاب. والسلطة الفلسطينية تمتلك السلطة الكاملة فقط على 17,2 بالمئة من الضفة الغربية.

4. اسرائيل لا تطلق سراح الاسرى السياسيين

خلال 35 سنة من الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية، سجنت اسرائيل واعتقلت ألاف الفلسطينيين. وكان معدل الاعتقالات واسعاً جداً بحيث ان الفلسطينيين عانوا من أعلى معدل اعتقالات في العالم.
وتحتوي اتفاقيات اوسلو عددا من البنود المتعلقة باطلاق سراح السجناء السياسيين. فالبند 20 من اتفاقية غزة اريحا يدعو اسرائيل الى اطلاق سراح 5000 سجين سياسي فلسطيني. والبند 16 من الاتفاقية المؤقتة ينص على المزيد من اطلاق سراح السجناء الفلسطينيين على ثلاث مراحل. وكان المفروض ان تكون المرحلة الاخيرة قد تمت اثناء مفاوضات الوضع النهائي. واخيرا نص البند الثالت من مذكرة شرم الشيخ على اطلاق سراح 350 سجينا سياسيا في ايلول وتشرين الاول عام 2000 وفي كانون الاول وكانون الثاني عام 2000. وبالرغم من هذه الاتفاقيات بفي منذ كانون الثاني 2000 نحو 1,350 فلسطينياً في المعتقلات الاسرائيلية في خرق لاتفاقيات اوسلو.5

5. اسرائيل لا تفتح طريق الممر الآمن الشمالي بين قطاع غزة والضفة الغربية وتغلق طريق الممر الآمن الجنوبي

حسب الاتقاق المؤقت (الملحق 1، البند 10) ومذكرة شرم الشيخ (البند 5) طلب من اسرئيل ان تفتح طريقي ممرين آمنين شمالي وجنوبي للربط بين الضفة الغربية وقطاع غزة من اجل تسهيل حركة الاشخاص والمركبات والبضائع. وقد اغلق الممر الآمن الجنوبي في 8 تشرين الاول 2000، اما الممر الآمن الشمالي فلم يتم فتحه.

6. اسرائيل لا تتعاون في الشؤون الامنية

تدعوالاتفاقية المؤقتة اسرائيل والسلطة الفلسطينية الى التعاون في الشؤون الامنية(الملحق 1 البند 3). ومنذ تشرين الاول 2000 قررت اسرائيل بشكل احادي عدم التعاون مع السلطة الفلسطينية في الشؤون الامنية. وتجاهلت اسرائيل الدعوات المتكرره من قبل السلطة الفلسطينية لاستئناف التعاون الامني.

7. اسرائيل تستخدم قوة قاتلة

ينص الاتفاق المؤقت على قوانين واضحة لتدخل الجنود الاسرائيليين. استخدام الاسلحة النارية لن يكون مسموحاً به الاّ كملجأ اخير بعد فشل كل محاولات السيطرة على الحدث او الواقعة مثل تحذير المعتدي او اطلاق النار في الهواء، او عندما تصبح هذه المحاولات غير مجدية ولا يتوقع منها تحيقيق النتيجة المطلوبة. ويجب ان يهدف استخدام الاسلحة النارية الى ردع المعتدي او اعتقاله وليس قتله. ويجب ان يتوقف استخدام السلاح الناري عندما يزول الخطر( الاتفاق المؤقت، الملحق 1 البند 11 (3) (ج)).

وبالرغم من هذا البند استهدف جنود اسرائيليون القتل المتعمد لمحتجين فلسطينيون ولم يستخدم الذخيرة الحية كملجئ أخير. وبعد اجراء تحقيق في الممارسات الاسرائيلية خلال الانتفاضة الحالية استنتج اطباء من اجل حقوق الانسان ( من الولايات المتحدة) ان" جنود الجيش الاسرائيلي لا يطلقون النار فقط في المواقف المهددة لحياتهم وانهم يطلقون النار على الرؤوس والافخاذ بهدف الاصابة والقتل وليس تجنب فقدان الحياة والاذى.6 وحتى المظاهرات الخالية من العنف بما في ذلك تلك التي لا يستخدم فيها القاء حجارة" ووجهت بردور فعل عنيفة من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي.7

8. اسرائيل تمنع الفلسطينيين من حرية الحركة

الاتفاق المؤقت يجبر الطرفين على "احترام والحفاظ بدون عوائق على التحرك العادي والسلس للناس والمركبات والبضائع في الضفة الغربية وبين الضفة الغربية وقطاع غزة". ( الاتفاق المؤقت ملحق 1 البند 1 (2)).

وفي خرق لهذا الالتزام فرضت اسرائيل بشكل متكرر قيوداً صارمة على حركة الافراد والمركبات والبضائع عن طريق اقامة اكثر من 120 نقطة تفتيش في الضفة الغربية وحدها، ( وقسمت بذلك الضفة الى64 منطقة معزولة8 وعن طريق تدمير الشوارع والجسور الفلسطينية.9

9. اسرائيل لا تحاكم المستطونين على الجرائم التى ترتكب ضد فلسطينيين.

بناء على الاتفاق المؤقت، يطلب من اسرائيل محاكمة الاسرائيليين على جرائم يرتكبونها بحق فلسطينيين ( الملحق 1 ، البندان 2+3 ). ومنذ توقيع الاتفاق المؤقت وقعت المئات من الهجمات ضد فلسطينيين وممتلكات فلسطينية. ومنذ تشرين الاول 2000 فقط، قتل 44 فلسطينيا على ايدي مستوطنين اسرائيليين كما وقعت المئات من الهجمات على ممتلكات فلسطينية.10 ولم تحاكم اسرائيل ايا من هؤلاء المستوطنين على جرائمهم.11

Back to top