رسالة عيد الميلاد المجيد من د. صائب عريقات

الخطابات
كانون الأول 24، 2018

من مغارة متواضعة في مدينة بيت لحم، بعث عيسى عليه السلام للإنسانية جمعاء رسالة الحب والعدالة والسلام. ولا يزال شعبنا يحمل هذه الرسالة بكل عزّ وفخار بكون فلسطين هي مهد الديانة المسيحية، ولا يزال يصلي من أجل نيل حقوقه الوطنية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي العسكري عن أرضه، وإعادة توحيد مدينتي القدس وبيت لحم، وعودة شعبنا الحر إلى مواقعه المقدسة، ولا زال يصلي من أجل فلسطين حرة أبية.

إن استخدام الدين من قبل الجماعات المتطرفة لتبرير جرائم الفصل العنصري في إسرائيل باعتبارها قوة إلهية، يُظهر ضلالية الاحتلال وظلامه، فلا قدسية في الاستعمار و"الأبارتايد"، وإنه لمن الخسة أن يستخدم المسؤولون الأمريكيون هذا المنطق لتحدي قواعد القانون الدولي من خلال الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وإننا في هذه المناسبة التي نحتفل بها في عيد الميلاد المجيد، نجدد مطالبتنا إلى إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، والولايات المتحدة بعدم تحويل النضال لإنهاء الاحتلال العسكري الإسرائيلي إلى حرب دينية.

وفي هذه المناسبة أيضاً، نتذكر تضحيات نسائنا وأطفالنا ورجالنا في طريقنا نحو الحرية، ومن قطاع غزة الحبيب إلى مخيم ضبية في بيروت، أوجه تحية إكبار لأبناء شعبنا في المنافي ومخيمات اللجوء ولكل فلسطيني صامد على أرضه. وأحيي جميع أبناء شعبي الذين تواصل إسرائيل منعهم من دخول وطنهم. ونقول لهم إننا لن نفقد الأمل، وسنكرر كلمات وثيقة "كايروس" التي دعا فيها المسيحييون الفلسطينيون مسيحيي العالم للوقوف إلى جانب حرية الشعب الفلسطيني: "الأمل هو القدرة على رؤية الله في خضم الصعاب، إنه يشجعنا على تغيير الواقع الذي نجد أنفسنا فيه. الأمل يعني عدم الاستسلام لقوى الشر، بل الوقوف في وجهها".

 بالنيابة عن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أتمنى لكم عيد ميلاد مجيد وسنة جديدة سعيدة.

Back to top