كلمة الرئيس محمود عباس

الخطابات
نيسان 01، 2015

كلمة سعادة الرئيس محمود عباس
رئيس دولة فلسطين
رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير
أمام المجلس المركزي الدورة السابعة والعشرون
"دورة الصمود والمقاومة الشعبية"

نرحب بالضيوف الكرام الذين يشاركون في هذه الجلسة، وبالنائب الأردني يحيى السعود الذي قدم من البرلمان الأردني الشقيق، وبأصحاب السعادة السفراء وقناصل الدول العربية وغير العربية ونقول لهم أهلا وسهلا، ونترحم على أرواح جميع شهدائنا الأبطال.

بين الاجتماعين سقط آلاف الشهداء من أبناء شعبنا في غزة إبان الحرب حيث سقط 2200 شهيد لا يمكن أن ننساهم، وسيبقون في الذاكرة للأبد، كما نتذكر الشهيد محمد أبو خضير الذي أحرق حيا وتم إعدامه، وعبد الحميد أبو غوش، وجورج حزبون، ومحمد هزاع، والشهيد الشاعر سميح القاسم، والشهيد زياد أبو عين، وغسان مطر، وسعيد خوري، والكثيرين الذين مضوا في طريق الاستشهاد رحمهم الله جميعا.
كان من المفروض أن يكون هذا الاجتماع في الثامن من آذار يوم عيد المرأة، لكن اضطررنا أن نقدم الموعد لليوم، ونقول للجزء والقسم الآخر من شعبنا كل عام وأنتن بألف خير.
نحن وقعنا على الحقوق السياسية للمرأة وهذا أمر مهم لأننا نريد أن نسبق العالم في كل ما يقدمه للمرأة التي نحترمها ونعتبرها الجزء الفاعل بل الأكثر فعالية في مجتمعنا، ونحرص أن تكون في الوزارات، والمجلسين التشريعي والوطني، والمجالس البلدية، والقضاء الشرعي، وفي سلك التعليم، والصحة، والأمن، والشرطة والحرس الرئاسي والوطني، وفي أماكن مختلفة. مطلوب منها أن تكون في كل مكان وهي ليست عاجزة عن القيام بالمهمة كما يفعل الرجل، وبقي أن نعين المرأة مأذونة، ورئيسة دولة، والدليل على ذلك أن الشهيد القائد الراحل ياسر عرفات عندما تقدم للانتخابات في 1996 نافسته امرأة. نسعى أن تكون المرأة في كل مواقع العمل المؤثر في البلد.

قمنا بزيارات عديدة إلى دول مختلفة منها المملكة العربية السعودية، وقدمنا التعازي بالمرحوم الملك عبد الله بن عبد العزيز، كما قدمنا التهنئة للملك سلمان بن عبد العزيز، وأجرينا محادثات، وأقول إن الموقف السعودي من القضية الفلسطينية ثابت لا يتغير أو يتبدل، وسيبقى كما كان وربما أكثر.

وزرنا أوروبا، ومنها السويد التي نشكرها ونعبر عن امتنانا لاعترافها بدولة فلسطين الذي نعتبره اعترافا في غاية الأهمية، ونطالب دول العالم بالاعتراف بنا، وهذه الاعترافات لا تعني أننا لا نريد أو نتهرب من التفاوض وهذا أمر غير صحيح، فإذا اعترفت الدول بنا فهناك قضايا أخرى سنجلس لنقاشها على الطاولة.

هذه الاعترافات تعبر عن موقف الدول التي بدأت ترى الحق حقا وتحاول تطبيقه، كما توجد مؤشرات في الدول الأوروبية التي اعترفت برلماناتها بفلسطين مثل: إسبانيا، والبرتغال، وإيطاليا، وهولندا، وبلجيكا ولوكسمبورغ، هذه الدول تتداعى للاعتراف بدولة فلسطين.

البرلمانات تمثل الشعب وهذا مؤشر عظيم فهذه الدول تنبهت منذ القدم، وهي قالت إن الاستيطان غير شرعي، وأكدت ذلك بأن منتجات المستوطنات غير شرعية، كذلك الدول القريبة منا بدأت تشعر بخطر الاستيطان على السلام ورؤية الدولتين.

والشباب الذين يتساءلون أين سنبني الدولة؟ أقول لهم خرج الجواب من أوروبا، وسنعمل حتى تعترف بنا دولها ليكون هناك ضغط أكبر على العالم، لدفع عملية السلام للأمام.
زرت فرنسا للتضامن مع الشعب الفرنسي، وللتأكيد أننا ضد الإرهاب و'داعش' وكل هذه المسميات التي تعمل باسم الإسلام، فنحن ذهبنا للتضامن وقلنا إنه لا يجوز المس بالرموز الدينية، فحرية الرأي والتعبير لا تعني إهانة الآخرين فرموزنا الدينية محترمة ومقدسة.

ندين ما قامت به 'داعش' من إحراق الطيار الأردني معاذ الكساسبة، وذبح 21 مصريا، وهذا أمر لا يمكن القبول به، وهذا ليس إسلاما صحيحا كما أنه لا يمثل الإسلام فهم يريدون التخريب.
العالم مطالب بالنظر للقضية الفلسطينية وحلّها، لأنه إذا وجد حل تنتهي هذا الزعانف بالخارج، وعلى العالم أن يقول ويفعل شيئا تجاه القضية الفلسطينية، ونحنا قلنا لهم وهم يعرفون أن الحل بسيط والمبادرة العربية للسلام وجدت حلا سهلا وبسيطا، أنه إذا انسحبت إسرائيل من الأراضي العربية التي احتلتها عام 1967، فإن جميع الدول العربية والإسلامية الـ57 ستعترف بإسرائيل.

لو أرادت إسرائيل السلام كانت فعلت، فإذا اعترفت إسرائيل وأخذنا حقنا ستعيش بسلام، وعلى العالم دفع إسرائيل لتصحو من كبوتها.
إسرائيل هي التي تختطف السلام في العالم، وهي التي تدفع باتجاه التوتر في العالم، إذا ما استمر الاحتلال الإسرائيلي قائم على الأرض الفلسطينية، والأراضي العربية يعني السورية واللبنانية المحتلة.

قمنا بزيارة للجزائر، ثم تونس وهنأنا الحكومة التونسية والرئيس التونسي على الانتخابات التشريعية النزيهة الحرة التي تمت، ونجح فيها الرئيس الباجي قائد السبسي. 
وقبلها كنا في جنوب إفريقيا، كما أن هناك اتصالات مستمرة ودائمة بيننا وبين أشقائنا في الأردن ومصر، هذه الاتصالات مستمرة على كل المستويات وبكل الوسائل، لأنه يهمنا أن تبقى مصر والأردن على صلة وثيقة معنا خطوة بخطوة، حتى نعرف موقع أقدامنا والى أين نحن نسير.

أما في الجامعة العربية فتعلمون أن هناك ما يسمى اللجنة العربية للمتابعة وهي من 18 دولة، وهذه اللجنة عندما نطلب ونحتاج ندعوها فتأتي ولا تتخلف مرة واحدة، ونناقشها بما نريد ونستمع لرأيها ثم نأخذ بقراراتها التي تأتي بالإجماع، ثم نبدأ في تطبيقها منذ عام 2011 عندما ذهبنا إلى مجلس الأمن لنحصل على عضوية كاملة، ولم ننجح في ذلك قم ذهبنا في 2012 للجمعية العامة فنجحنا. ثم سرنا في الخطوات سواء في التوقيع على مواثيق ومعاهدات وغيرها، وتوجهنا أخيرا إلى مجلس الأمن ولم نستطع أن نحصل على العدد الكافي، فاتهمنا أننا تعجلنا.
الحقيقة لنا وجهة نظر في هذا، ومع ذلك في الاجتماع الأخير للجامعة العربية تم الاتفاق أن يكون هناك لجنة من 6 أعضاء هي التي تقرر متى ومضمون الذهاب إلى مجلس الأمن. نحن لا نستثنى هذه الفعالية، ولكننا نريد أن يكون هذا القرار من الدول العربية وهكذا كان.

منذ البداية قلنا نلتزم بالمفاوضات، وعندما أعلن عن مؤتمر مدريد ذهبنا إلى مدريد بكل الوسائل وبكل الشروط التي فرضت علينا، قررنا الذهاب وذهبنا ثم انتقلنا إلى واشنطن وأجرينا مفاوضات أوسلو، ثم ذهبنا إلى أوسلو وبعد ذلك إلى 'واي ريفر' ثم إلى 'كامب ديفيد' وغيرها من المفاوضات، وأخيرا وبعدما حصلنا على دولة في الأمم المتحدة بدأت أميركا جولة جديدة من المباحثات لمدة تسعة أشهر، واتفقنا خلال هذه المدة أن يكون هناك حصيلة مرجعية للمفاوضات ولكن في نفس الوقت هناك قضية مهمة اتفقنا عليها وهي إطلاق سراح 103 أو 102 من الأسرى القدامى على دفعات أربع باتفاق كامل مع بنيامين نتنياهو، وفي هذه المرحلة يتوقف الاستيطان.
مضينا في الأشهر التسعة إلى أن انتهت، ولم يتوقف الاستيطان ولم يطلق سراح الدفعة الرابعة. أصر السيد نتنياهو أن لا يطلق سراح الدفعة الأربعة لماذا؟ لا جواب. وتعطلت المفاوضات وخرج من أميركا من يقول إن سبب تعطيل المفاوضات هو السيد نتنياهو لأنه لم يوقف الاستيطان ولم يطلق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى.

الوضع الإسرائيلي الآن: إسرائيل تريد أن تجمد كل شيء لأن لديها انتخابات.، مع الأسف أن إسرائيل تجمد كل شي لأن لديها انتخابات، ومع ذلك أقول بمنتهى الوضوح والصراحة بالنسبة للانتخابات لا شأن لنا بها ولا نتدخل ولا نحب أن ندلي بدلونا ولا نحب أن نقول رأينا فيمن نرغب ومن لا نرغب، ومن جاء على رأس السلطة باسم الشعب الإسرائيلي نعتبره شريكا ونتفاوض معه أيا كان الرجل وسياسات هذا الرجل لا نتدخل بها إطلاقا.
ليتهم يتعاملون معنا بنفس السياسة، لأنهم يخرجون ويقولون: هذا لا يمثّل، وهذا إرهاب سياسي، هذا كذا وهذا كذا. ليس من حق أحد أن يتدخل في أن فلان يصلح وفلان لا يصلح. ولكن مهما جردنا أنفسنا وابتعدنا نعلن شيئا من الفرحة أن أشقاءنا في الداخل توحدوا. ونحن في غزة والضفة غير قادرين على التوحد، نحن سعداء أن يتقدم الإخوة جميعهم بقائمة واحدة ويدافعوا عن حقوقهم، نحن لا نريد منهم أكثر من ذلك: أن يكونوا كتلة واحدة تدافع عن حقوقهم وترفع شعار السلام، لا نحتاج منكم أكثر من هذا، سلاما لإخوانكم القابعين تحت الاحتلال ومساواة لكم بالحقوق والتخلص من التمييز العنصري، الكلمة التي لا يحبون سماعها مني، لكن هناك تمييز عنصري ليس ضدهم فقط واللائحة طويلة ومن حقهم أن يدافعوا عن حقوقهم وأن يقولوا رأيهم، فما يحيط بهم خاصة في الأراضي الفلسطينية ويقولون لا بد من السلام على أساس العدل والمساواة وعلى الشرعية الدولية وعلى أساس الدولتين، كل العالم وثلاثة أرباع إسرائيل يقولون هذا، خلال أسبوعين هناك نتائج الانتخابات، من ينجح يكون كسب ثقة شعبه ونقول للقائمة العربية الله معكم وهذا ليس تدخلا في الشؤون الإسرائيلية، ونقول لهم الله يعطيكم العافية ويوفقكم ويحميكم.

إسرائيل لها ممارسات كثيرة عنصرية وتخريبية، وأول هذه الممارسات في القدس، تريد إخراج الآلاف الموجودين بالقدس بأي طريقة وأن تحاصرهم بأي طريقة، وأن تمنع عنهم وصولنا ووصول الآخرين بأي طريقة، يساعدهم بهذا أصحاب الفتاوى مثل الشيخ القرضاوي الذي يقول حرام الذهاب للقدس. لماذا؟ أين ورد هذا؟ وأنا أقول لم يرد وهذا غير موجود لا بالسنة ولا بالقرآن. هذا يعطل، ومن يقول هذا تطبيع في العلاقات أنا أقول هذه زيارة السجين وليس زيارة السجان، هذه من أجل دعم صمود أهلكم في القدس وفي الأراضي المحتلة وليس دعما للاحتلال، هذه رؤية منحرفة غير صحيحة ويجب أن نعطي التفاته للقدس حتى لا تضيع من بين أيدينا. لا نريد القدس أن تبقى حجارة، نريدها أماكن مقدسة ومؤمنين موجودين هم أهلها فيها، من أجل أن تبقى العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية.

طبعا لا يتركون فرصة إلا ويقومون بعمل ما: إحراق كنائس ومساجد واختراق الأقصى، وأقولها كلمة لله إن (العاهل الأردني) الملك عبد الله تدخل أكثر من مرة ليمنع هذه الأعمال السخيفة في القدس. هذه بعض الممارسات بالإضافة إلى أن الطرق الموجودة في الضفة الغربية الممنوع الدخول فيها، والحافلات التي يمنع الفلسطينيون من ركوبها. ما معنى الممارسات؟ وهل هذه ممارسات من يريد أن يصل إلى سلام حقيقي معنا؟
مؤخرا وقعت الحرب الأخيرة على غزة. أريد أن أوضح عددا من الملابسات في الحرب، وقعت حرب فأسرعنا الخطوات من أجل أن نوقفها، واتصلنا بمصر ووافقت أن تقدم مبادرة وهي نفس المبادرة التي بني عليها الاتفاق في عام 2012، أضيفت إليها بعض الأشياء، ورفضت في المرة الأولى والثانية والثالثة والعاشرة، وفي اليوم الخمسين قُبلت دون قيد أو شرط وكانت النتيجة 2200 شهيد و10 آلاف جريح و80 ألف بيت بين مهدوم بشكل كامل وجزئي.

النرويج دعت إلى مؤتمر لإعادة الإعمار ووافقنا جميعا وطلبنا من النرويج أن يكون المؤتمر في مصر ليكون أقرب. نعم حصل وتعهدت الدول بـ5 مليارات دولار، بشرط أن تكون حكومة الوفاق على الحدود وتستطيع أن تمارس أعمالها، وأن تتولى الأمم المتحدة استلام المواد. ومنذ ذلك الوقت حتى الآن يقال إن السلطة هي التي تمنع دخول المواد. نقول دعوا الشرطة موجودة على الحدود وأن تستلم وتسلم للأمم المتحدة، مع الأسف التعطيل قائم والخاسر الأكبر المواطن الموجود بلا مأوى حتى هذه اللحظة. من المسؤول؟ 
الأرض تؤكل يوما بعد يوم، والاعتداءات يوما بعد يوم، ولا يوجد من نشكو له. ذهبنا إلى مجلس الأمن وكانت مبادرة فرنسية، وكنا قد ضمنا تسعة مقاعد وفي اللحظات الأخيرة تراجعت إحدى الدول.

في اليوم التالي وقعنا على ميثاق روما واتفاقية محكمة الجنايات الدولية، فقامت الدنيا ولم تقعد، وبعدها حجزت إسرائيل الأموال الفلسطينية التي تجبيها لنا مقابل عمولة 3% حسب اتفاق باريس الاقتصادي. وعندما سألنا عن سبب الحجز قالوا بسبب الذهاب للمحكمة، قلنا لهم وما دخلكم، وطرحوا الحل بعدم الذهاب إلى المحكمة مقابل أن نأخذ أموالنا وأن نتنازل عن حقنا.

إسرائيليون ويهود وأميركان رفعوا علينا قضية في الولايات المتحدة، وحكم علينا، وهي ليست أول مرة. كيف يجوز أن ترفع قضية وتحكم علي وأنا ليس من حقي أن أتوجه إلى محكمة الجنايات الدولية؟ 
هناك جانب أهم، لنا على إسرائيل مليار و800 مليون شيقل من الضرائب للعمال والتأمين الصحي، ورفضت اعطاءنا إياها، هذا غير 'المقاصة'. هل نحن نتعامل مع دولة أم مع بلطجي؟ كيف هذا؟ 
اتفقنا على نقطتين أساسيتين، وشكلنا حكومة بالتوافق سميناها حكومة التوافق، النقطة الثانية الانتخابات التشريعية والرئاسية، أنا نجحت بالانتخابات عام 2005، اليوم 2015 هل أخذت تفويضا لـ10 سنوات، وحماس فازت عام 2006 فهل أخذت تفويضا لـ9 سنوات، أتحداهم وأقول أنا ذاهب إلى الانتخابات اليوم وسأصدر مرسوما إذا أعطت حماس موافقتها الرسمية على ذلك لرئيس لجنة الانتخابات حنا ناصر.

ما يسمى بالربيع العربي: استخدم هذا المصطلح ولا ألزم أحدا بشيء، الذي اجتاح هذه الأمة، هو الشرق الأوسط الجديد ونعاني منه إلى الآن، ليبيا لا توجد دولة، واليمن كذلك، والعراق وسوريا تعانيان ولا أدري إلى أين سيذهب الإخوة هناك، وتحول الربيع العربي إلى حرب طائفية، وهي أسوأ وأحقر أنواع الحروب، وبدأت تظهر، هذا المجتمع العربي الفسيفسائي، نحن ضده، وما جرى وذكرته، بحق الكساسبة والمصريين، وربما ننتظر أكثر من هذا، هذا ليس من الإسلام بشيء ولا من الإنسانية بشيء.

من البداية قلنا نحن لا نتدخل بالشؤون الداخلية للدول العربية، ورغم ذلك، المخيمات أصيبت بالكثير، ولكن أهون من أن نكون طرفا، رغم أن البعض جرنا لنكون طرفا، البعض جرنا للمعادلة ونحن كمنظمة لا نتدخل، وقلنا منذ البداية الحل السياسي هو الأمثل، وتحدثنا معهم عن جنيف 1 و2، ومؤتمر موسكو، وكنا نؤيد هذا ونقول الخاسر الأكبر الشعب والبلد والوطن والتاريخ والجغرافيا، الحل الأمثل الطريق السلمي لأنه لا يمكن أن يكون هناك غالب أو مغلوب.

منذ فترة طرحنا شعار المقاومة الشعبية، ولكن هذا ليس كافيا، من حقنا أن نرفع صوتنا عاليا في كل مكان وليس فقط في داخل الأراضي المحتلة بل في كل العالم، ليسمع العالم، ونقولها بالكلمة الطيبة. دولتان والقدس الشرقية عاصمة لنا.

لن نقبل بدولة يهودية وبأسلمة النضال في الشرق الأوسط، نحن مسلمون معتدلون ونؤدي العبادات، وضد الدولة اليهودية التي تعني ما تعنيه في المستقبل وهو كثير، وضد الدولة ذات الحدود المؤقتة، سمعتم بهذا قبلا، ضد مشروع ايغورا أيلاند، ضد مشروع يقول غزة دولة والضفة ترتيب لاحق، يجب رفضه من قبل الجميع، ضد كل الأطروحات، وقلناها علنا: إذا وافقتم على هذا يعني انتهاء القضية القومية كلها، نرفضها تماما كما نرفض الدولة اليهودية.

بالنسبة لأهلنا في لبنان نقدم لهم بعض الدعم الذي نستطيع، ولحسن الحظ أنهم لم ينجروا لهذا الجانب أو ذاك، يهمنا البقاء محايدين، نحن ضيوف، لا نتدخل في الشؤون الداخلية.

الآن ماذا يحصل. كل الاتفاقات التي عقدت بيننا وبين والإسرائيليين نقضت تماما، عام 2001 نقضوا اتفاقية مناطق 'أ'، كان محرما عليهم دخولها، اليوم يدخلون ويخرجون، طائرات دبابات ومناورات، نعرف أنكم أقويا وأيديكم طائلة، ولكن ليس ضروريا أن تذكّروننا.

نحن لن نستسلم، ولكن لن نستخدم العنف، المقاومة الشعبية السلمية هي الطريق الوحيد للتعبير عن أنفسنا، أما الطائرات والدبابات فلا قبل لنا بها.

نحن موجودون في أرضنا وسنبقى فيها، سنبقى في وطننا مهما حدث، مستعدون أن نعود للمفاوضات، رغم أنهم قطعوا كل المعاهدات وشطبوها منذ 1995 إلى يومنا هذا، وقاموا باحتجاز اموالنا، ودخلوا إلى مدننا، وقتلوا أبناء شعبنا، وهم لا يحترمون المعاهدات والاتفاقيات.

جاهزون للمفاوضات، إذا تم وقف الاستيطان وتم الإفراج عن الأسرى، وأنا مع عقد مؤتمر دولي مع أنه لا يفيد، ونحن نلتزم بما يصدر عنه.

نحن نطالب الآن المجلس المركزي، وهو من المفروض أن يكون أعلى سلطة ونحن في مرحلة تاريخية، بإعادة النظر في وظائف السلطة، التي لم تعد لها سلطة، وعليه دراسة كيفية إعادة سلطة ذات سيادة، وضمان ذلك، وضمان ألا يكون الالتزام بالمعاهدات والمواثيق الموقعة من جانب واحد، بل والالتزام بكافة .الجوانب بها.

Back to top