رسالة من الرئيس الأمريكي إلى الملك عبدالله – ملك المملكة الأردنية الهاشمية

موارد إضافية
آذار 06، 2004
البيت الأبيض
واشنطن
6 أيار 2004
جلالة الملك عبدالله
المملكة الأردنية الهاشمية – عمان

صاحب الجلالة،

أود أن أعبّر لك عن مدى سعادتي بلقائك أثناء زيارتك إلى واشنطن. كما هي العادة، فقد كان النقاش بيننا قيّماً في مساعدتي على فهم مختلف القضايا التي تواجه بلدكم في هذه المرحلة من التحدي والفرص في الشرق الأوسط.

كان من المفيد لنا مراجعة الكثير من القضايا المدرجة على جدول أعمالنا. لقد شعرت بالغبطة والفخر أن العلاقة الثنائية بين بلدينا هي في أقوى مراحلها. ونحن مستمرّون في تقوية علاقاتنا التجارية والاستثمارية وخلق فرص جديدة للعمال في الأردن والولايات المتحدة. ما زال اتفاق التجارة الحرة بيننا نموذجاً للمنطقة ونحن نسعى لتحقيق منطقة تجارة حرّة في الشرق الأوسط. كما أن التعاون بيننا حول القضايا الاقتصادية هو الآن أقوى من أي وقت مضى. إنني سعيد لأن الولايات المتحدة دعمت بقوة رؤيتكم بشأن الأردن المسالم والمزدهر من خلال الدعم المباشر لبرنامج التحوّل الاجتماعي والاقتصادي، وبرامج المساعدات الثنائية بيننا، وعن طريق دعمنا القوي لإصلاحات جلالتكم في البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.

كما أننا راجعنا العديد من القضايا الإقليمية التي تواجه الأردن. وتُقدّم الولايات المتحدة الشكر إلى بلدكم على صداقتها الدائمة. لقد عمل بلدانا بصورة وثيقة لضمان أن تكون المنطقة والعالم مكاناً أكثر أمناً وازدهاراً وحرية. ومع عدم وجود دكتاتور في بغداد يُهدد الشرق الأوسط، أصبح شعب الأردن وكل جيران العراق أكثر أمناً ممّا مضى. سوف يُساهم العراق المسالم، والمزدهر، والحر في تحقيق الأمن والازدهار لبلدكم. تدعم الولايات المتحدة بقوة جهود المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي لكي يتم - بالتشاور مع العراقيين والائتلاف - تطوير خطة للحكومة العراقية المؤقتة بنهاية شهر أيار. سوف ينتهي الاحتلال في 30 حزيران وستستلم السلطة حكومة عراقية مؤقتة ذات سيادة. إن الولايات المتحدة دائما تأخد مصالح الأردن في الاعتبار في كل ما فعلته في العراق.

بما أن انتقال السلطة إلى العراقيين الأحرار يلوح في الأفق، يجب أن نعمل معاً لدفع هدفنا المشترك لتكون المنطقة حرّة، ومستقرة، ومزدهرة. إن الأردن بقيادتكم هو القوة الدافعة للإصلاح والتغيير في الشرق الأوسط. وسوف تكون استضافة جلالتكم لاجتماع المنتدى الاقتصادي الدولي في هذا الشهر معلماً مهماً في التوضيح للعالم أن المنطقة ترنو إلى الإصلاح والفرص. سوف يكون موضوع الإصلاح في جميع دول الشرق الأوسط أمراً مركزياً في قمة الثماني في حزيران. كما أن أي بيان ينبثق عن المنتدى الاقتصادي العالمي سيساعدنا كثيراً في عملنا المستقبلي.

سرّني أثناء زيارتك لنا أننا استطعنا الحديث عن سعينا المتواصل لتحقيق سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط. إنني أثني على جهودكم لتحقيق السلام والعدل في النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي، وما زلت ملتزماً بالرؤية التي طرحتها في 24 حزيران 2002 لدولتي إسرائيل وفلسطين اللتين تعيشان جنباً إلى جنب بسلام وأمن وإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، ومتواصلة، وذات سيادة، ومستقلة. إنني أدعم الخطة التي أعلنها رئيس الوزراء أرئيل شارون لسحب المستوطنات من غزة وأجزاء من الضفة الغربية، إذ من الممكن أن يكون لهذه الخطة مساهمة حقيقية نحو السلام. سوف لن تستبق الولايات المتحدة نتيجة مفاوضات الوضع النهائي، ويجب أن تنبثق كافة مفاوضات الوضع النهائي عن مفاوضات بين الطرفين وفقاً لقراري مجلس الأمن 242 و338. إن خارطة الطريق، وهي الخطة الوحيدة التي صادقت عليها الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وروسيا، والولايات المتحدة، وإسرائيل، والفلسطينيين وكثير من دول العالم، تمثل أفضل الطرق نحو تحقيق تلك الرؤيا، وأنا ملتزم بجعلها حقيقة واقعة.

لقد كنتم داعماً قوياً لعملية السلام وجهود حل النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي بطريقة عادلة ومنصفة. والولايات المتحدة ترغب في مواصلة العمل بصورة وثيقة معكم للمساعدة في تحقيق ذلك الهدف، ولمساعدتكم في جهودكم التاريخية لقيادة الأردن نحو سلام، وحرية، وازدهار أكبر.

أنا أعرف يا جلالة الملك أن لبلدكم وشعبكم مصالح مهمّة في نشوء عراق جديد. أطمئنكم بأن حكومتي تنظر إلى الأمن، والازدهار، والسلامة الإقليمية للأردن كأمر ضروري، وسوف نُعارض أية تطورات في المنطقة يمكن أن تُهدد مصالحكم.

المخلص،
جورج بوش

Back to top