السياج السيئ يؤدي إلى جيران سيئين – الجزء السابع - القدس أيلول 20

اوراق حقائق
أيلول 01، 2003

"يُربّي أرئيل شارون الماعز والخراف، يُحيطهم بالسياج ويُغلق عليهم البوابات، يُقرّر متى يدخلون ومتى يخرجون، هذا ما يفعله الآن بنا". - مُزارع فلسطيني من صور باهر

ورقة حقائق

جدار إسرائيل "الأمني" حول القدس الشرقية المحتلة هو خطوة أخرى في استراتيجية طويلة المدى لمصادرة أكبر مساحة ممكنة من الأرض الفلسطينية، بينما يتم في ذات الوقت تشجيع السكان الفلسطينيين على مغادرة المنطقة. وقد تضمّنت الخطوات السابقة في هذه الاستراتيجية هدم المنازل في القدس الشرقية، وإلغاء الهويات المقدسية وتقديم خدمات اجتماعية بلدية أقل بكثير من نسبة مساهمة الفلسطينيين في الضرائب المحلية. كما زادت إسرائيل أعداد المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية والمستوطنين اليهود الإسرائيليين في القدس الشرقية بإعطاء المستوطنين عروض مُفضّلة لشراء الشقق، ورهن عقاري مدعوم وإعفاء من الضرائب البلدية لفترات محدّدة. مما أدى إلى أن يُشكّل المستوطنون في القدس الشرقية حوالي 75-80% من مجموع الزيادة في أعداد السكان اليهود في القدس منذ عام 1967 بحسب التعريف الإسرائيلي[1]. ومع أن المبرّر لبناء الجدار هو "الأمن"، إلاّ أن علاقته بالأمن محدودة جداً.  إذ لو كان للجدار علاقة حقيقية بالأمن، لتم بناؤه على حدود إسرائيل لعام 1967 التي سبقت الاحتلال ("الخط الأخضر"). بل كما هو حال الجدار الذي يُحيط بباقي الضفة الغربية المحتلة، فالجدار المحيط بالقدس الشرقية المحتلة لا يتم بناؤه على الخط الأخضر بل داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.

 

مسألة القدس – إنشاء غيتوات فلسطينية، وتوسيع المستعمرات الإسرائيلية

  • على إثر احتلال إسرائيل للضفة الغربية في حزيران 1967، وسّعت الدولة العبرية أحادياً حدود القدس حيث ضمّت 64 كيلومترآ مربّعآ من الأراضي الفلسطينية المحتلة (المشار إليها أيضاً باسم "القدس الشرقية") إلى "بلدية القدس" الموسّعة. وبلغت مساحة الأرض المضمومة 1.1% من الضفة الغربية المحتلة. لقد تم شجب هذا التوسّع على المستوى الدولي كانتهاك للحظر الدولي للاستيلاء على الأراضي بالقوة. وقامت إسرائيل برسم الحدود الجديدة بطريقة تضم الأرض الفلسطينية غير المطوّرة للمستعمرات الإسرائيلية المستقبلية، بينما تكون المراكز السكّانية الفلسطينية خارج هذه الحدود.
  • استخدمت إسرائيل الأرض التي ضُمّت بصورة غير قانونية لبلدية القدس لبناء المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية في محاولة لتغيير الوضع الديمغرافي للمنطقة.  هناك الآن 12 مستوطنة إسرائيلية غير قانونية في القدس الشرقية التي تحتلها إسرائيل تضم نحو 170.000 مستوطن إسرائيلي (يمثّلون تقريباً نصف المستوطنين الإسرائيليين في الأراضي الفلسطينية المحتلة)[2].
  • أقرّت إسرائيل في عام 1980 القانون الأساسي للقدس الذي بسطت بموجبه السيطرة والسلطة الإسرائيلية على القدس الشرقية التي تحتلها. وقد تم شجب محاولة الضم هذه على المستوى الدولي حيث أعلن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أنها "بلا شرعية قانونية".
  • هناك 19 حياً فلسطينيا داخل حدود بلدية القدس يبلغ مجموع سكانها[3] 249.000 نسمة. ويجبر هؤلاء الفلسطينيون على حمل بطاقات إقامة للعيش في مدينتهم. كما تطلب إسرائيل من الفلسطينيين (ولكن ليس الإسرائيليين) الذين يُقيمون في القدس الشرقية أن يُثبتوا بصورة منتظمة بأن القدس هي "مقر سكناهم".  وإذا انتقل بعضهم للعيش أو الدراسة أو العمل خارج القدس، فإنهم يُخاطرون بخسارة حقّهم في الإقامة. وقد فقد حتى الآن نحو 7000 فلسطيني من سكان القدس حقّ الإقامة في المدينة.
  • هناك أيضاً 24 حيا فلسطينيا (في الضفة الغربية المحتلة) تُحيط بالقدس الشرقية.  يعتمد سكانها على مؤسسات القدس الشرقية المحتلة، بما في ذلك ستة مستشفيات تخصصية وجامعتين.
  • منذ عام 1993، حرمت إسرائيل الفلسطينيين من حرية الوصول إلى القدس الشرقية.  وأصبح لزاما على الفلسطينيون من غير سكّان القدس الذين يرغبون في زيارة المدينة أن يحصلوا على تصاريح مؤقتة نادراً ما تمنحها إسرائيل. ونتيجة لذلك، حُرِمَ ثلاثة ملايين مسلم ومسيحي فلسطيني من الوصول إلى أماكنهم المقدسة في القدس، حتى في الأعياد الدينية.
  • تستمر إسرائيل في توسيع المستعمرات وبنيتها التحتية حول منطقة القدس.

 

حقائق حول الجدار المحيط بالقدس

تقوم إسرائيل ببناء جدار على الجانب الشمالي، والجانب الجنوبي والجانب الشرقي للقدس الشرقية المحتلة.  عندما يتم الانتهاء من بنائه، سيزيد طول الجدار عن 40 كيلومترا.

 

الجدار الشمالي

  • الجزء الشمالي من الجدار الذي يُحيط بالقدس حالياً يبلغ طوله تقريباً ثمانية كيلومترات وعرضه 40-100 متر حيث يوجد سياج كهربائي، وأجهزة رصد الكترونية، وأبراج مراقبة، ومناطق عازلة.  صادرت إسرائيل 800 دونم من الأرض لبناء الجدار، حيث ستكون 500 دونم منها معزولة إلى الجنوب من الجدار و300 دونم ستستخدم "للمنطقة العازلة".
  • تم بناء الجدار لمسافة ستة كيلومترات إلى الشمال من الخط الأخضر.

 

الجدار الجنوبي

  • يبلغ حالياً طول القسم المبني من الجدار الجنوبي حوالي 14.5 كيلومتر ويتألف من سياج كهربائي، ومناطق عازلة، وخنادق، وأسلاك شائكة وأجهزة رصد الكترونية.
  • تم بناء الجدار لمسافة ثلاثة كيلومترات إلى الجنوب من الخط الأخضر بحيث يقطع المدن الفلسطينية بيت لحم، وبيت ساحور وبيت جالا والمخيمات الفلسطينية الدهيشة، عايدة وبيت جبرين (يبلغ مجموع السكان فيها 170.000 فلسطيني) عن القدس وعن وسط وشمال الضفة الغربية المحتلة.
  • نقطة التفتيش العسكرية الإسرائيلية ستنقل 200 متر إلى الجنوب من النقطة الحالية.

 

الجدار الشرقي

  • يتم بناء الجدار تقريباً على بُعد خمسة كيلومترات إلى الشرق من الخط الأخضر في داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
  • عندما يتم الانتهاء من بنائه، سيبلغ طول الجدار الشرقي حوالي 17.2 كيلومتر.
  • تمّ حتى الآن مصادرة 753 دونما من الأرض لبناء الجدار الشرقي.

 

تأثير الجدار المُحيط بالقدس

نتيجة لبناء الجدار

  • سيتم فصل القدس عن بقية الضفة الغربية المحتلة.

  • نحو 5.6% من الضفة الغربية المحتلة (320 كيلومترا مربّعا) في القدس الشرقية المحتلة وحولها ستُضم فعلياً إلى إسرائيل.
  • نحو 249.000 فلسطيني من سكّان القدس سيُقطعون عن بقية الضفة الغربية المحتلة.
  • سيُحرم الفلسطينيون من الوصول إلى الخدمات الخاصّة الطبية، والتعليمية، والدينية الواقعة إلى الغرب من الجدار، وهي تشمل:
    • مستشفى المقاصد الذي يُقدّم علاج القلب.
    • مستشفى أوغستا فيكتوريا – وهو المستشفى الوحيد في الضفة الغربية المحتلة الذي يقدّم غسيل الكلى.
    • جامعة القدس المفتوحة.
    • الحرم الشريف وكنيسة القيامة – وهما مكانان مقدسان للمسلمين والمسيحيين.
  • سيتم سد الطريق أمام موكب الجمعة الحزينة، وبذلك يتم تعطيل هذا التقليد المسيحي القديم.
  • سيتم تقسيم المقبرة الفلسطينية في العيزرية: حيث سيمر الجدار مباشرة فوق قبور الفلسطينيين.
  • ستتحول منطقة الرام وضاحية البريد شمال القدس (عدد السكّان 24,119 فلسطينيا) إلى غيتو.  يحيط به بشكل كامل. وفي الجنوب، سيتم فصل سكّان 37 منزل عن باقي أنحاء بيت لحم حيث سيصبحون إلى الشمال من الجدار وعالقين بين الجدار والخط الأخضر.
  • بما أن مخيم قلنديا للاجئين وكفر عقب سيكونان خلف الجدار، فإن ما يقرب من 15.000 فلسطيني من سكّان القدس الذين يعيشون في هاتين المنطقتين سيُفصلون عن القدس وسيواجهون خطر فقدان حقوق الإقامة فيها.

 

التوسّع الاستعماري في القدس

سيتم بناء ثلاث مستعمرات إسرائيلية جديدة في منطقة القدس:

  • في أبو ديس – ستُبنى مستعمرة كيدمات سايون (400 وحدة سكنية).
  • في جبل المكبّر – ستُبنى مستعمرة نوف زاهاف (400 وحدة سكنية).
  • في منطقة E1 – ستتألف المستعمرة من 4000 وحدة سكنية، وعشرة فنادق ومنطقة تجارية.

 

من أجل تسهيل التوسّع الاستيطاني ووصل المستوطنات، تقوم إسرائيل ببناء "شارع الطوق" الذي تم تصميمه لتطويق الأحياء الفلسطينية في القدس:

  • يسير شارع الطوق بماذاة خط الجدار ويربط المستوطنات في الشرق والشمال والجنوب بالقدس الغربية قاطعة المناطق الفلسطينية.  تم الإعلان بأن طولها سيبلغ 15.5 كيلومتر.
  • ستتم مصادرة 658 دونما من الأرض من القرى الفلسطينية التالية: الساوية، الطور، العيزرية، أبو ديس، راس العامود، صور باهر، الزعيم، الشيخ سعد وسواريه.
  • سيتم هدم نحو 40 منزلا فلسطينيا.

[1] باسيا، طبعة 2003، 248 (2002).

[2] هناك حوالي 370.000 مستوطن إسرائيلي يعيشون في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

[3] مكتب الإحصاء المركزي الفلسطيني، عدد السكان المعلن عنه لمنتصف السنة بالقدس، 2003 (أيلول 2003).

Back to top