الجدار الذي يخترق القدس ينتهك حقوق المواطنين

ملخص إعلامي
كانون الأول 18، 2015

أقرّت الحكومة السياسية – الأمنية الإسرائيلية في نهاية آب قسمين جديدين من الجدار الفاصل في منطقة القدس. تم إكمال أقسام أخرى من "طوق القدس" شمال وجنوب المدينة وبطول يبلغ 20 كيلومتر (باستثناء المنطقة الصغيرة بالقرب من قبر راحيل في بيت لحم).

بدأ البناء في أول القسمين الجديدين في تشرين أول. سوف يصل طول الجدار إلى 17 كيلومتراً من الطرف الشرقي لبيت ساحور في الجنوب إلى الطرف الشرقي للعيزرية في الشمال.

سوف ترتبط النهاية الجنوبية لهذا القسم بالقسم الذي تم إكماله جنوب المدينة. سيسير ثلثي القسم الجديد بمحاذاة الحدود الشرقية لبلدية القدس، بينما يتّجه الثلث الآخر نحو الشرق عبر العيزرية إلى مستوطنة معالية أدوميم.

سوف يبلغ طول القسم الثاني 14 كيلومتراً من الطرف الجنوبي لعناتا إلى نقطة تفتيش قلنديا حيث سيتّصل بالجدار المبني شمال المدينة. يسير معظم هذا القسم بمحاذاة حدود بلدية القدس. هنالك جزء قصير منه يلتف حول مخيم شعفاط للاجئين الذي يقطنه 9000 مواطن ويقع في القدس ممّا يجعل المخيم إلى الشرق من الجدار الذي سيُبنى، أي ليس على جانب القدس.
لقد قرّرت الحكومة السياسية – الأمنية في إسرائيل أن قسمي الجدار الجديدين لن يلتقيا. لن يتم بناء جدار في هذه المرحلة في المنطقة بينهما التي يوجد في وسطها الطريق السريع من القدس إلى معاليه أدوميم وبمحاذاتها قرية الزعيم.

على إثر حرب عام 1967، ضمّت إسرائيل مناطق واسعة من الأراضي المحيطة إلى منطقة صلاحية القدس. هنالك الآن نحو 220.000 فلسطيني يعيشون في هذه المناطق المضمومة. يقع عدد من القرى المضمومة ("الضواحي") شرق الحد الجديد ويوجد بجواره: الرام وضاحية البريد (23.300 مواطن)، حزما (5600 مواطن)، عناتا (8800 مواطن)، العيزرية (15.900 مواطن)، أبو ديس (11.000 مواطن)، السواحرة الشرقية (4700 مواطن)، الشيخ سعد (2200 مواطن)، وأجزاء من صور باهر (700 مواطن) ليصل المجموع إلى 72.200 مواطن.

لم تؤثّر الحدود البلدية للقدس حتّى مؤخراً بصورة ملحوظة على الحياة اليومية للمواطنين في الجانبين:

توسّع البناء الفلسطيني على الجانبين على مدى السنوات وأوجد كتلة حضرية متواصلة.

انتقل كثير من المواطنين من القدس الشرقية إلى ضواحي (الضفة الغربية) بسبب عدم السماح لهم بالبناء في القدس الشرقية، لكنهم استمروا في حيازة الهويات الإسرائيلية.
كثير من الأطفال الذين يعيشون في الضواحي يذهبون إلى مدارس في القدس الشرقية، وكثير من طلبة الكليات من القدس الشرقية يدرسون في جامعة القدس في أبو ديس.

هنالك نسبة كبيرة من المواطنين في الضواحي يحصلون على خدمات طبية في مستشفى المقاصد ومستشفى أوغستا فكتوريا في القدس الشرقية.

يوجد أيضاً أعداد كبيرة من مواطني الضواحي يعملون في القدس الشرقية. كما أن التجار وأصحاب الأعمال في الضواحي يعتاشون من قدوم الزبائن من القدس الشرقية.

يحتفظ المواطنون بصلات عائلية واجتماعية وثيقة مع المواطنين على الجانب الآخر من حدود البلدية.

إن إقامة مسار الجدار بمحاذاة الحد الشرقي للقدس يتجاهل كلياً هذا الواقع. أقامت إسرائيل عوائق مادية على طول خط تماس البلدية. تُقيّد هذه الحواجز حركة المواطنين على الجانبين. يبلغ ارتفاع أكثر هذه الحواجز بروزاً مترين ويسير بمحاذاة شارع بين أبو ديس وراس العامود.

يتألف جدار الفصل المخطط في معظمه من سياج الكتروني، أسلاك شائكة، وخنادق. يبلغ معدل عرض الجدار نحو 50 متراً. سوف يكون ارتفاع الجدار 6-8 أمتار في عدد من المناطق الصغيرة، بما في ذلك الجدار الحالي في أبو ديس. بصورة مغايرة للعوائق الحالية، سيعمل الجدار على سد خط تماس البلدية بصورة كاملة والقضاء على نسيج الحياة القائم.

إلى اليوم لم توضح وزارة الدفاع الاسرائيلية إذا كانت تنوي إقامة نقاط تفتيش على طول الجدار لتمكين الفلسطينيين من العبور. لكن حتى لو فعلت ذلك فسيقيّد الجدار حركة المواطنين وسيمنع هذه الحركة في كثير من الحالات لأن العبور سيكون مشروطاً بالحصول على تصاريح تنقّل. رفضت إسرائيل بصورة اعتباطية مراراً وتكراراً طلبات كثير من الفلسطينيين للحصول على تصاريح تنقّل في الضفة الغربية. تُصبح هذه التصاريح على أي حال غير صالحة للاستخدام كلّما فرضت إسرائيل حظر تجوال شامل في الأراضي المحتلة.

Back to top