تصريح رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع

التصريحات
أيار 17، 2004

برلين - ألمانيا

بالنيابة عن السلطة الفلسطينية سعدت جداً بفرصة الاجتماع مع مستشارة الأمن القومي في الولايات المتحدة، الدكتورة كونداليزا رايس. لقد كان اجتماعنا فرصة طيبة للفلسطينيين والأميركيين لمناقشة السبل التي يمكن من خلالها إعادة تنشيط العملية السلمية وتحقيق حلمنا المشترك في دولة فلسطينية حرة وقابلة للحياة.

وقد عبرت خلال الاجتماع عن الالتزام المستمر للسلطة الفلسطينية بخارطة الطريق كممر لإنهاء 37 سنة من الاحتلال العسكري. وناقشنا الخطوات التي يجب ان تتخذ من قبل جميع الأطراف لتطبيق خارطة الطريق بما في ذلك احترام القانون والخطوات المتوازية من قبل كل من إسرائيل والفلسطينيين والدور القوي الذي تلعبه أطراف ثالثة لمراقبة وضمان تنفيذ خارطة الطريق. والى جانب إعطاء خطوط عريضة لخطة السلطة الفلسطينية لعقد انتخابات، أبرزت أيضا الخطوات التي اتخذتها السلطة الفلسطينية والتي ستستمر في اتخاذها لدعم قدرتها على ضمان الأمن العام بشكل فعال. وقد طلبت السلطة الفلسطينية مساعدة الولايات المتحدة في هذا الخصوص.

ولكني أشير الى ان السلام والأمن للفلسطينيين والإسرائيليين يمكن أن يتحقق فقط اذا التزمت إسرائيل باحترام حقوق الإنسان والقانون الدولي. فمنذ ان توليت منصبي الحالي، اتخذت إسرائيل باسم "الأمن" عددا من الإجراءات غير القانونية التي لا تجلب سوى عدم الأمن والعنف . فقد قتلت إسرائيل 336 فلسطينيا من ضمنهم 47 طفلا ( بمعدل 56 فلسطينيا شهريا)، وأقامت أكثر من 700 حاجز في الضفة الغربية المحتلة ومنعت الفلسطينيين من الوصول إلى أماكن عملهم ومدارسهم ومستشفياتهم كما استولت على منازل فلسطينية لتوسيع مستوطناتها غير القانونية. وخلال أل 17 يوماً الأخيرة وحدها شردت إسرائيل أكثر من 2100 لاجئ فلسطيني من منازلهم. هذه الأفعال لا تؤدي فقط الى إشعال التطرف ولكنها تؤثر سلبيا بشكل خطير على أولئك الذين يسعون الى تحقيق حل سلمي للاحتلال العسكري الإسرائيلي. إنني أدعو الولايات المتحدة للضغط على إسرائيل لوقف هجماتها على الفلسطينيين وانهاء سياستها في تدمير المنازل.

ان السلطة الفلسطينية ترحب بخطة فك الارتباط في غزة، ولكن فقط الى الحد الذي يكون فيه الإخلاء يمثل الخطوة الأولي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لجميع الأراضي الفلسطينية المحتلة. وبناء على ذلك فاننا لا ننصح الحكومة الإسرائيلية بالاعتقاد بانه في مقابل الانسحاب من مستوطنات قليلة في غزة يصبح لها الحق في التمسك بالمستوطنات الكبرى في الضفة الغربية. واي جهد نحو فرض حل أحادي الجانب على الفلسطينيين سوف يفشل.

أخيرا فإنني اشعر بالتفاؤل من بيانات اللجنة الرباعية الأخيرة ورسالة الرئيس بوش التي تعيد التأكيد على ان أي حل نهائي يجب أن يكون متفاوضاً عليه وليس مفروضا. ان الفلسطينيين مستعدون لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل لإنهاء الاحتلال العسكري الذي دام حتى الان 37 سنة وإقامة دولة فلسطينية تعيش بسلام جنبا إلى جنب مع إسرائيل.

Back to top